من عبق الماضي الساحر مجموعة من الأحجار العتيقة والأعمدة بنيت بطابع شرقي وزخارف وخطوط منحنية بلمسات فريدة كونت مكاناً بدرجة عالية من الرقي والروعة “فندق بارون” أقدم وأشهر الفنادق في المنطقة المشيد منذ عام 1911 .
المهندس عبد الله حجار الباحث في مجال الآثار والتراث وصف فندق بارون بأنه جزء من ذاكرة حلب كمركز تجاري على طريق الحرير حيث كانت تحط القوافل التجارية والرحالة والعلماء ومنقبو الاثار وغيرهم من الشخصيات والكتاب القادمين من أوروبا عبر الخط الحديدي الواصل من برلين إلى بغداد فكان من الضروري ان يكون في حلب فندق على درجة عالية من الرقي مهيئ لاستقبال تلك الشخصيات.
ويتابع حجار.. عندما قدمت عائلة مظلوميان نحو عام 1860 من أرمينيا بقصد الحج في الأراضي المقدسة مرت من مدينة حلب حيث كانت الخانات المعدة لاستقبال الضيوف والقوافل التجارية من هنا أتت الفكرة فقامت هذه العائلة بتأسيس عدة فنادق أحدها فندق آرارات في المدينة القديمة وآخر في حي العزيزية ثم بعد ذلك قررت بناء فندق كبير في ضواحي مدينة حلب آنذاك حي الجميلية حالياً وأطلقت عليه اسم بارون.
وعبر تاريخه الطويل مرت بفندق بارون العديد من الأحداث السياسية والشخصيات المهمة وتطول القائمة لهذه الاعلام والقادة العرب الذين خصص لهم جناح رئاسي وعلى رأسهم القائد المؤسس حافظ الأسد والرئيس جمال عبد الناصر الذي ألقى أحد خطاباته من شرفة الفندق والشيخ زايد وملك السويد والملك فيصل و رائدة الفضاء فالنتينا ترشكوفا ومؤسس الحزب السوري القومي الاجتماعي أنطون سعادة ولورانس العرب وغيرهم الكثير.
ومن الذكريات المثيرة لهذا الفندق نزول الكاتبة البوليسية “أجاثا كريستي” وزوجها عالم الآثار “ماكس مالاون” فيه عدة مرات بين عامي 1934 و1938 حيث كتبت فصول روايتها جريمة في قطار الشرق السريع.