أن يكون لديك حيوان أليف تربيه وتعتني به وحتى تعطيه بعض الصفات البشرية كأن تعطيه اسماً أو حتى تجعله يرتدي الملابس أمر عادي جداً، فالكثيرون يربون الحيوانات ويتعلقون بها إلى حد بعيد ويعطونها أهمية تشبه أهمية عائلاتهم حتى، ومن هذا المنظور ربما كان حب كاليغولا لحصانه مفهوماً إلى حد بعيد، أو على الأقل حتى تعرف أن الأمر زاد عن ذلك لدى الإمبراطور قصير العهد، فهو لم يكن يشبه الحصان بالبشر، بل كان يعامله كانسان تماماً ويقيم الولائم على شرفه، وحتى أنه بحث له عن ”فرس أحلامه“ وزوجه.
حتى الآن تبدو هذه التصرفات غريبة جداً، لكنها لا زالت ضمن الحد المقبول نوعاً ما على الأقل، لكن (لحسن حظ الحصان ربما) الأمر أكثر من ذلك، فطعام الحصان كان من الشوفان المخلوط مع نثرات الذهب، حتى أن الإمبراطور الروماني وصل بالأمر أن جعل حصانه قنصلاً لروما، جاعلاً منه واحداً من أقوى الشخصيات السياسية في روما (التاريخ لم يذكر شيئاً عن إسهاماته السياسية الكبرى للأسف).
كان الحصان جزءاً واحداً فقط ضمن قصة كاليغولا على أي حال، فالإمبراطور الشاب سرعان ما بدأ باعتبار نفسه إلهاً وبدأ بالظهور مرتدياً ملابس تحاكي آلهة وأنصاف آلهة رومان، مثل ميركوري وهرقل وحتى فينوس وأبولو، كما أنه بدأ يشير لنفسه كإله عند لقائه مع القادة الأجانب، ولاحقاً أصبح ينادى باسم ”جوبيتر“ في الخطب والكتابات الرسمية.
ساهمت هذه الأمور إلى حد بعيد بزيادة الفرقة بينه وبين مجلس الشيوخ الروماني، ومع أنه تمكن من إيقاف عدة مؤامرات لقتله، مات في النهاية مقتولاً بـ30 طعنة مثلما مات سلفه يوليوس قيصر قبله بعدة عقود من الزمن.دخلك بتعرف